الثلاثاء، 6 فبراير 2018

أن تكون مرحاً يعني أن تكون ذكياُ

الجميع يحب ذلك الشخص الفكاهي الذي يلقي النكات ويُضحك الجميع , حس الفكاهة ميزة ربما يود الجميع بإمتلاكها, في الواقع قد أظهرت العديد من الدراسات إرتباط وثيق بين الفكاهة والذكاء , وقد يُعزى ذكاء البرت إينشتاين إلى حس الفكاهة لديه .
الباحثون في النمسا وجدوا أن الأشخاص المرحين خصوصاً أولئك الذي يستمتعون بالكوميديا السوداء يميلون لإمتلاك معدلات ذكاء عالية بعكس قرنائهم الأقل مرح , حيث وُجد ان إنتاج ومعالجة النكات يتطلب قدرات إدراكية وعاطفية وعلى الرغم أن هذة الفكرة محل نقاش إلا أن تحليلاتهم اظهرت أن الأشخاص المرحين يمتلكوا ذكاء لفظي وغير لفظي عالي وأنهم أقل عرضة لاضطرابات المزاج والعداوانية .
وليس ذلك فحسب بل هم مرغوبون أكثر من غيرهم وأنه من اللطيف البقاء بجوارهم فقد أظهرت الأدلة العلمية أن إمتلاك حس فكاهة جيد مؤشر على ذكاء عاطفي عالي وأنها ميزة جدا مرغوبة في الشريك , وعلماء التطور يعتبروا الفكاهة كصفة وراثية تشير إلى شريك محتمل لديه لياقة عقلية ورشاقة ذهنية , ومن خلال الدراسات المتعلقة بالإنجذاب بين الجنسين فإن كلا من الجنسين قيموا أن الأشخاص المرحين أكثر جاذبية بالنسبة إليهم وهكذا يعتبر حس الفكاهة من الصفات الأكثر أهمية في العلاقات طويلة الأمد .
في علم النفس يستخدم المصطلح "اسلوب الفكاهة اللإيجابي" للإشارة إلى الأشخاص الذين يستخدمون الضحك والمزاح لتقوية العلاقات الإجتماعية وتخفيف النزاعات , هذا النوع من الفكاهة مرتبط بالرضا بالعلاقة والإنفتاح وتقدير الذات العالي في الواقع إمتلاك نظرة روح الدعابة إلى الأشياء والحياة يساعد كثيراُ على التعامل مع الضغوط والمشكلات بطريقة أفضل .
أما الأنوع الآخرى من الفكاهة السلبية مثل التهكم والسخرية فهو يبدو سلبيا وليس له اثار مفيدة بل هو منفر للاخرين ومرتبط بشدة بالمزاج المكتئب والعدائي .
ليسوا فقط الأشخاص المرحين هم من يضحكوا عند المزاج بل أيضا من يلقوا النكات أيضا يفعلوا ذلك , ويظهر علم الأعصاب أن الضحك يقود بالفعل إلى تغييرات في الدماغ وهذا مايفسر العلاقة بين الذكاء والفكاهة .
والدراسات في علم النفس العصبي أظهرت ان اختبار لحظات عاطفية مثل البهجة والمرح والمزاح والسعاة يزيد من انتاج الدوبامين في الدماغ , والدوبامين لايجعلنا فقط نشعر بشعور رائع بل أيضاً يحفز مراكز التعلم في الدماغ الذي يمكّن ويعزز من اتصالات عصبية أكثر الأمر الذي يجعلنا أكثر مرونة وإبداع في التفكير واأفضل في حل المشكلات ويحسن من عمل الذاكرة .
وتشير الأدلة أن الفكاهة تزيد من فهم اكبر للثقة والكفاءة والمنزلة وذلك يجعل الأشخاص المرحين اكثر تأثير ونفوذ , الفكاهة تزيد من الرغبة في الإستماع وتمكّن من توصيل الرسائل وتساعد على التعلم . إنها أداة جدا ناجحة يستخدمها القادة في تحسين تماسك المجموعة , ويتضح من حلال دراسة المنظمات وبيئات العمل الإيجابية أنها كلما كان هناك مرح وفكاهة في العمل كلما زاد الإنتاج والعكس .
أما نظرية التوسع-والبناء فهي تدعم فكرة تجريب المشاعر الإيجابية من خلال الفكاهة التي في الواقع تحسن من الافكار والافعال والاستجابات النفسية وأيضا تصنع دورة فعالة التأثير في زيادة الرفاهية .
وعن إستخدام الفكاهة في التعليم فقد اظهرت العديد من الدراسات عن مدى فعالية الفكرة , فالدروس التي تُطرح بإستخدام الفكاهة وبأسلوب مرح تكون اكثر متعة للتلاميذ وتسهل عملية استيعاب الدروس واسترجاعها لاحقاً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق