الأربعاء، 28 فبراير 2018

أسباب الكذب من وجهة نظر الكاذب



على الرغم من أن كذب البالغين لايصنف كمرض إلا انه قد يكون مؤشر وجود على أمراض نفسية أخرى مثل اضطرابات الشخصية ونوبات الجنون , ولكن هناك أشخاص يكذبوا لمجرد اعتياد منهم على الكذب أكثر من وجود أسباب منطقية تُجبرهم على فعل ذلك , وحين يتم اكتشاف أكاذيبهم فإن الاخرين يستغربون عن سبب كذبهم ومالذي دعاهم إلى ذلك .

قد تكون واجهت الكثير من الكاذبين في حياتك وتسائلت لماذا يفعلوا ذلك !! من وجهة نظرك أنت لاترى أنهم بحاجة للكذب ممكن التعامل مع الأمور ببساطة لماذا هكذا!! , امر يدعو للاستغراب .

يرى الدكتور ديفيد لاي أخصائي علم النفس الإكلينيكي أنه لو نظرنا من منظور الكاذب إلى الأمور سنجد ان أكاذيبهم قد تكون منطقية.

الكذبة قد تكون جداً مهمه بالنسبة لهم :
في حين أن المحيطين بهم لا يشعروا بأهمية الأمر إلا أنه بالنسبة للكاذب أمر ذو اهمية بالغة , وربما يضعوا أنفسهم تحت ضغط شديد أو تركيز غير مستحق لكنك لن تعرف ذلك إلا سألته " يبدو الأمر بالنسبة لك جدا مهم !"

قول الحقيقة بالنسبة لهم يعتبر استسلام أو عدم تحكم :
قول الاكاذيب أحيانا يكون محاولة من الكاذب لممارسة التأثير والسيطرة على الوضع  وذلك للحصول على القرارات أو ردات الفعل التي يرغبوها , فقد لاتتوافق الحقيقة مع رواياتهم .

لايرغبوا في إحباطك أو تخييب ظنهم :
قد لا يبدو الأمر بالنسبة إليك كذلك ولكن أحياناً يكذب الأشخاص لينالوا إعجابك ورضاك أو يحافظوا على احترامك لهم فيلجأوا لممارسة الكذب لأجل ابقائك بجوارهم.

الكذب عبارة عن كرة ثلج :
بمجرد أن يبدأ شخص بكذبة فهو بحاجة إلى كذبة اخرى تغطي كذبته الأولى ثم بحاجة لكذبة اخرى تغطي امر الكذبيتين الاوليتان ثم يستمر الكذب حتى يكبر ويكبر ويتحول الشخص لكاذب مزمن وهذا الأمر يجعله غير قادر على الإعتراف بكذبته الأولى لأنه  بمجرد إعترافه بكذبة واحدة سيعترف بكل سلسلة تلفيقاته التي تشير بشدة إلى أنه "كذاب كبير" أي سيفقد ثقة واحترام من حوله له وربما احترامه لنفسه.

هي ليست كذب بالنسبة إليهم :
عندما نكون تحت التوتر فإن أفكارنا ورؤيتنا للصورة الكبرى للمشكلة تصبح تحديا حقيقياً, ذاكرتنا للأشياء غير موثوقة هناك بعض من الدراسات أظهرت أن ذكرياتنا للاشياء تتأثر بأشياء عديدة والتي تتغير بمرور الوقت وهذا السبب الذي يجعل ذاكرتنا يعاد يناءها وتشكيلها عند التفكير في نفس الأشياء مره اخرى "مثل التفكير في موقف سابق ستتغير افكارك تجاه نفس الموقف مع مرور الوقت " وهكذا بالنسبة للكاذبون يشعروا بالضغط بسبب ذاكرتهم الغير موثوقة , عندما يقول الكاذب كذبة في لحظة ما فإنها تعتبر له حقيقة ,عقل الكاذب يصبح ملىء بالضغط الذي يجعله يرغب قي التخلص من اللحظة الحالية بإيجاد أي كذبة تناسبه ليقنع فيها نفسه ويؤمن فيها ويصنع منها عالم في ظل تغير ذكرياته تجاه احادث سابقة الشخص الكاذب ينسى اكاذيبه وبصنع أخرى.

وأخيرا هم يرغبوا في تصديقها :
عندما يرغب شخص ويحتاج بشدة لكذبته ويتمنى قي أن تكون حقيقة هنا يفقد قدرته على قول الحقيقة ببساطة , قد يعتقد الكاذب ان تكرار أكاذبيه مراراً وتكراراً ممكن ان تصنع منها حقيقة يتمناها ويرغبها. 



وعموما وفي أغلب الأوقات الناس صادقين ويتحدثون بالصدق , لكن بعض الناس يكذبون بإستمرار وبعض الكاذبين يكونوا صادقين في معظم الأحيان ولكن تظهر أكاذيبهم بوضوح عندما تكون كبيرة وسهلة الكشف وعلى مايبدو غير مهمة , ربما يمكننا إيجاد طريقة أفضل للتعامل مع الشخص الكاذب بإستمرار فبدلاً من توجيه التهم إليهم ومواجهتهم مباشرة فمن الممكن استخدام اسلوب اللطف والتسائل بأسئله مثل "لماذا يبدو لك الامر جداً مهم " أو "لماذا انت بحاجة لرؤية الأمر بهذة الطريقة " وهكذا وذلك لتهدئتهم ومحاولة تخليصهم من التوتر أو الحرج أو السبب المؤدي للكذب , بالطبع التعاطف مع الكاذب ليس دائما حلاً فالإنسان بحاجة ان يكون صادقا لا مخادعاُ ومضللاً ولكن تفهم واستيعاب كذبة الكاذب قد تساعده على معرفة ان قول الحقيقة ليس بالأمر المخيف والسىء ,"واعتقد أن تقبل الاخرين كما هم واللطف معهم وتقديرهم قد لايجعل الناس يكذبوا وهكذا يكونون اكثر ثقة وقدرة على قول الحقائق مهما كانت" .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة ©

WonderWall

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *