الأحد، 25 مارس 2018

من يرتكب الجرائم أكثر ! ولماذا ؟


في حين أن ارتكاب الجرائم قد يصدر من مختلف أنواع الناس إلا أن هناك بعض الأشخاص أكثر عرضة لخرق القوانين من غيرهم وذلك بسبب خلفياتهم الإجتماعية ,هذة الخلفيات اللإجتماعية تشمل الجنس والعمر والطبقة الإجتماعية ومكان العيش سواء في المدينة او الريف والعرق والسلالة بغض النظرعند عدم دقة هذة العوامل , سنناقش في هذا المقال كل عامل على حدة ومدى تأثيره على الأشخاص ونسبة إحتماليتهم لإرتكاب الجرائم .
الجنس :
يرتكب الذكور جرائم اكثر من الإناث , وفقاً للبيانات المعتمدة من الUCR فإن الذكور يشكلوا نسبة تصل الى 81% من الاعتقالات في جرائم العنف ومايقارب 63 % من الإعتقالات في جرائم الممتلكات , وفي احصائيات يتم اجرائها دوريا في الولايات المتحدة تظهر التقارير أن الذكور يرتبكوا نفس جرائم العنف التي قد مروا بها من قبل , وتشير دراسات الإبلاغ الذاتي أن الذكور تفوقوا على الإناث في إرتكاب جرائم الشوارع , يبدو أنه عندما يتعلق الامر بالجريمة وخرق القانون فإن هذا هو عالم الذكور .
السؤال الرئيسي هنا لماذا يوجد مثل هذا الفارق الكبير بين الجنسين في عالم الجريمة , بعض الباحثين يعزوا هذا السبب لوجود الفوراق البيولوجية بين الجنسين ولكن اغلب الباحثين في علم الجريمة يعزوا هذا الأمر إلى عوامل إجتماعية وأحد هذة العوامل هو دور الذكر في الحياة الإجتماعية , بالبرغم من الوعي العظيم بدور كلا الجنسين إلا أننا مازلنا نستمر في تربية الاولاد وتعليمهم الشدة والعدائية وعلى الجانب الاخر نربي البنات ليكنّ لطيفات ومراعيات , هذا النوع من التنشئة كان له تأثيرات كبيرة في السلوك الإجرامي والذي صنع مثل هذا الفارق , أما العامل الأخر فهو الفرصة , تظهر الدراسات ان الآباء والامهات يراقبوا بناتهم أكثر من اولادهم فلا بأس للأبناء من البقاء متاخرا خارج البيت وهو مايزيد من احتمالية خرق القوانين .

العمر:
العمر أيضاً يشكل فرقاً في السلوك الإجرامي فمعدلات إرتكاب الجرائم ترتفع في اوخر سنوات المراهقة وبداية العشرين وتنخفض مع التقدم بالسن , فعليه يشكّل الأشخاص مابين عمر 15-24 نسبة 40% من الاعتقالات على الرغم من أن هذة الفئة لا تشكّل سوى مايقارب 14% من عدد السكان .
ومرة أخرى عوامل اخرى تؤثر على السلوك الإجرامي في هذا النطاق , اولاً علاقات الأقران مهمه أكثر خلال هذة المرحلة العمرية , في هذة المرحلة اخر المراهقة وأول العشرينات علاقتنا بزملائنا تكون فيها قابلية اكثر لنُنجر في عالم الجريمة , والسبب الثاني أن المرهقين والبالغين الصغار في هذة العمر يُرجح أكثر بكثير من أن لايحضوا بعمل كليا أو عمل بدوام جزئي الأمر الذي بدوره يجعلهم غير متمكنين ماليا وهذا قد يقودهم إلى ارتكاب جريمة للحصول على مال أو ممتلكات . ,أخيراً مع خروجنا من أوائل العشرينات والتقدم في العمر تزداد العلاقات الإجتماعية فكما هو متعارف عليه في المجتمعات الزواج وإنجاب أبناء والحصول على عمل بدوام كامل يقودنا إلى الرغبة في المحافظة على هذا النظام ويقلل من الرغبة في كسر القانون أي نصبح أكثر نصجاً وحرصاً .
الطبقة الإجتماعية :
يعتبر هذا العامل الأقل وضوح بالنسبة للعوامل الأخرى المؤثرة في الجرائم مثل العمر والجنس , لكن تشير احصائيات الإعقتال ودراسات متعلقة بهذا الشأن أن الفقراء يمكلون فرص اكبروقابلية لإرتكاب جرائم الشارع أكثر من الأشخاص الأكثر مال , بعض الباحثون يجدون ان وجود نسبة اعتقالات كبيرة للفقراء بناء على الطبقة الإجتماعية هو تحيز ضدهم وعلى الرغم من هذا الإحتمال إلا أن اغلب علماء الجريمة يوافقون على أن اختلاف الطبقة الإجتماعية في ارتكاب الجرائم أمر جلي وغير خاطىء , ويعكس هذا الاستنتاج رأي أحد باحثي علم الإجتماع أن علماء الإجتماع يعون جيدا أن" التجول في الشوراغ ليلاً قد يكون مخيفا خصوصاُ في أجزاء من المدينة وبالطبع تلك هي الأحياء التي تعج بالناس الفقراء " , مثل هذة الطبقة الأجتماعية مرتبط اسمها بجرائم الشارع .
التفسير لهذا الإرتباط يرتكز على تأثير الفقر , فالفقر يولد الغضب والإحباط ونقص الحاجات الأساسية والحاجة للإحترام ونقص مهارات التربية عند الأبوين الأمر الذي يقود الطفل بعد المراهقة لأرتكاب جرائم ضد المجتمع , وهكذا يكون هذا العامل مؤثر وسبب ليجعل الأشخاص الفقراء أكثر عرضة لإرتكاب جرائم الشارع من الأشخاص ذوالحالى المالية الجيدة .
وعلى الرغم من ذلك الا انه الأغنياء أيضاً أكثر ترجيح بكثير من الفقراء لإرتكاب الجرائم أو مايدعى بجرائم الياقات البيضاء والتي تعتبر أكثر إيذاء من جرائم الشارع ,وإذا ماتمعنا في هذا الأمر فالأمر يبدو أن الطبقة الإجتماعية لا علاقة لها بالأمر .
الإقامة المدنية واللإقامة الريفية :
المكان الذي نعيش فيه أيضا يصنع فرقاً في مدى إحتمالية إرتكاب الجرائم وخرق القانون , وكما رأينا سابقنا أن نسبة معدلات الجريمة في المدن الكبرى أكثر منها في المدن الصغيرة , فهذا المعدل في نطاق جرائم العنف والممتلكات , وقد تكون الحياة المدنية بهذة المعدلات العالية بسبب الفقر , ولكن الفقر بحد ذاته لايفسر الاختلاف بين السكن في الريف او المدينة في علم الجريمة بما ان هناك أيضاً فقراء يسكنون في الأرياف , في الواقع يبدو العامل الرئيسي لهذا التفسير هو الكثافة السكانية فبطبيعة الحال المدن الكبرى أكثر إزدحام سكاني الأمر الذي يقود إلى سهولة الإحتكاك بين الأفراد خصوصا المراهقين واليافيعين وهذا الالتصاق بالأقران يقود إلى القدرة على التأثرثم ارتكاب الجريمة وأيضاً ذلك يعني أن المجرمين لديهم أهداف اكثر لتنفيذ نشاطهم الجرائمي إلى جانب الأماكن الممكن استهدافها مثل المتاجر والبارات أو الأعمال الاخرى .

العرق والسلالة :
عند مناقشة تأثير العرق والسلالة على الأفراد واحتمالية إرتكاب الجرائم فإنه من الوراد إثارة الجدل حول إمكانية حضور العنصرية والقوالب النمطية العرقية , لكن إذا كنا قد ناقشنا إن الذكور وصغار السن الأكثر إرتكاب للجرائم نسبياً فلا يعني ذلك أننا ضد الأفراد الذين هم ذكور وصغار سن , وهذا يعني الإقرار بأننا تماما لسنا ضد السلاله المعينة والمجموعات العرقية التي تملك على معدلات عالية في إرتكاب الجرائم .
إبق هذا في عقلك السلالة والمجموعات العرقية ذات إرتباط واضح في الجرائم , فعلى سبيل المثال وجد الباحثون أن الأفريقان الأمريكيون واللاتينيين يشكّلون النسبة الأعلى في جرائم الشوراع أكثر من البيض الغير لاتينيين , وعلى الرغم من أن اللاتينييون يشكلون 13% من تعداد السكان الأمريكي , فإن 39% هي نسبة اللاتينين من الإعتقالات في جرائم العنف , لكنهم أقل معدلات من الأفريقان الأمريكيون , أغلب علماء الجريمة متفقون على ان هذا الاختلاف العرقي هو بالفعل موجود في جرائم الشارع .
لماذا هذا الإختلافات ؟ قد يُفسر هذا الأمر بطريقة عنصرية ويعلل سبب وجود هذا الإختلاف نتيجة الدونية للمجموعة أو مايسمى عقدة النقص , مثل هذا التفسير كان موجود لعدة اجيال ولكن من حسن الحظ قد فقد بريقه مع مرور الوقت وتغير السلوك , وهذة الأيام يُعزى هذا الإختلاف في السلالة أو العرق إلى عوامل إجتماعية متعددة , أولاٌ الافريقان الأمريكيون واللاتيتين أكثر فقراً من البيض والفقر يساهم في رفع معدلات الجريمة , ثانيا هم في الغالب يسكنون المدن والذي كما ذكرنا عامل مؤثر في معدلات عالية للجرائم , التمييز العنصري في المعاملة أيضا يقود هولاء الناس للغضب والاحباط وعدم الشعور بالانتماء الأمر الذي يرفع من قابليتهم لإرتكاب الجرائم .
والجدير بالذكر في هذا السياق أن البيض أكثر إرتكاب جرائم لما يدعى بجرائم ذوي الياقات البيضاء خصوصا جرائم الشركات , كما هو مُلاخظ ان البيض هما من يديروا أغلب الشركات , فكما للطبقة الإجتماعية تأثير في نوع الجرائم المرتكبة , كذللك للعرق والسلالة تأثير , الأشخاص البيض والأغنياء أيضا يرتكبوا الجرائم اكثر ولكن تلك التي تسمى بجرائم الياقات البيضاء وليس جرائم الشارع .

النص الأصلي لهذا المقال

هناك تعليق واحد:

جميع الحقوق محفوظة ©

WonderWall

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *