الاثنين، 16 أبريل 2018

العالم من منظور المبدعين

by-patrice-murciano
لوحة فنية أو معزوفة موسيقية أي عمل إبداعي يثير إعجابنا وذهولنا ,لكن ماذا عن هذا الإحساس الذي ينتابنا ! هل هو الرهبة من رؤية شيء جديد او شيء مختلف أو شيء فقظ الفنان من يراه واتى به ! .
الفكرة تكمن في أن البعض قد يرى إمكانيات واحتمالات أكثر من الاخرين هو مايمكن ان نقول عنه الإبداع .

في الغالب علماء النفس يقيسوا الإبداع بإستخدام مهام التفكير المتباين , مثلا بعض المهام التي تتطلب منك إستخدام أشياء عادية بأكبر عدد ممكن من الطرق والأساليب , فلو قلنا طوب "قرميد " على سبيل المثال لوجدنا أن الأشخاص الذين يرون الاستخدامات الكثيرة والمختلفة للطوب (مثل كفن لدمية باربي) يعدوا أشخاص اكثر إبداع من اولئك الذين سيفكرون بأفكار عادية (مثلا لبناء حائط) .
والجانب الذي يظهر من شخصياتنا لصناعة الإبداع يسمى الانفتاح على التجارب أو الانفتاح فقط  الذي هو من بين عناصر الشخصية الخمسة ,
إنه الإنفتاح الذي يتكهن بأفضل أداء في مهام التفكير المتباين والذي أيضاً يتكهن بإنجازات حقيقة خلاقة على أرض الواقع وكذلك الإرتباط بملاحقة الإبداع اليومي .
إنّ الفضول الذي يجعل البعض يميلون لتجريب الاشياء من زوايا أخرى قد يجعل منهم أكثر انفتاح في رؤية الأشياء من الشخص العادي ,أو كما صاغها فريق بحث علمي بأنها إكتشاف الإمكانيات المعقدة التي تغط في سبات عميق أو بما يسمى "البيئات المألوفة " .

الرؤية الإبداعية :
في أحد أبحاثنا التي نُشرت في هذا المجال وجدنا ان الاشخاص المنفتحين ليس فقط ينظروا للأشياء من مناظير مختلفة بل هم أيضا يروا الأشياء مختلفة عن مايراه الفرد العادي .
لقد أردنا أختبار من إذا ماكان الإنفتاح مرتبط بظاهرة في الإدارك البصري تدعى (تنافس العينين) وهذة الظاهرة تحدث عند عرض رقعتان مختلفتان لكل عين في الوقت ذاته كعرض قطعة او صورة حمراء للعين اليمنى وأخرى خضراء للعين اليسرى .
بالنسبة للملاحظ ستظهر القطع بشكل متقطع على التوالي أي في لحظة سيرى القطعة الحمراء وفي اللحظة التي تليها سيرى الخضراء وهكذا كل باعث سيظهر كمنافس للاخر , كما في الصورة .


وبشكل يثير الفضول فإن المشاركين في دراسات تنافس العينين رأوا مزيج بين الصورتين متحدتين . هذا التمازج أو (قمع التنافس) أصبح ممكن الإدراك فورا كما لو كان حل إبداعي وخلاق لمشكلة تلك المحفزات الغير متوافقة ( انظرالصورة التي في المنتصف) .
وعبر ثلاث تجارب وجدنا أن الاشخاص المنفتحين رأوا الصور المتداخلة او المركبة لمدة أطول من الأفراد العاديين , بل والأكثر من ذلك استطاع المشاركين رؤية ذلك التراكب لمدة اطول عندما كانوا في حالة مزاجية ايجابية أومايشابه ذلك الذي يعرف بتعزيز الإبداعية.
أبحاثنا تتوقع أن الميول الإبداعية للناس المنفتحين تمتد وتشمل حتى أساس الإدراك البصري , وربما أن الأشخاص المنفتحين يملكون تجارب بصرية مختلفة في الاساس عن الإنسان العادي .

رؤية اشياء لايراها الأخرين :
هناك ظاهرة إدراكية أخرى شهيرة تسمى بالعمى الغير مقصود ويمر الشخص بهذه الظاهرة عندما يركز بشدة على امر معين مايجعله يخفق في رؤية الاشياء الأخرى .
في التوضيح الشهير لهذا الخلل الإدراكي يُطلب من المشاركين مشاهدة مقطع فيديو لمجموعة من اللاعبين يتناولون الكرة فيما بينهم ثم يُطلب من المشاركين ذكرعدد المرات التي مرروها اللأشخاص الذين يرتدون تيشرتات بيضاء أي مراقبة الفريق الأبيض والعد
بإمكانك تجربب ذلك بنفسك قبل النزول وتكملة القراءة !
كم عدد المرات التي تم تمرير الكرة فيها بين اللاعبين المرتدين تيشرتات بيضاء ؟؟
ركز واحسب , , , 


خلال الفيديو كان هناك شخص يرتدي زي غوريلا يسير بين اللاعبين ويضرب على صدره قليلا ثم ينسحب من المكان , هل رأيته ؟
لو لم تكن رأيته لاتقلق فأنت لست وحدك , 192 من المشاركين في الدراسة الاصلية أخفقوا في رؤيته .
ولكن لماذا واجه بعض المشاركين العمى الغير مقصود في حين ان اخرين لم يفعلوا ؟ الجواب بحسب الدراسات المتعلقة بهذا الشأن اظهرت أن قابلية شخص للعمى الغير مقصود تعتمد على شخصيته "الأشخاص المنفتحين أكثر قدرة على رؤية الغوريلا في هذا المقطع ".
مرة أخرى يبدو أن معلومات مرئية أكثر تخترق الإدراك الواعي عند الأشخاص الأعلى انفتاح يعني هم قادرين على رؤية أشياء يقوموا آخرين بتصفيتها أو حجبها .

تفتيح عقولنا, هل هوحل أفضل ؟
قد يبدو وكان الأفراد المنفتحين أفضل من البقية ولكن هل يمكن للأشخاص الغير مبدعين توسيع آفاقهم المحدودة وهل سيكون ذلك أمر جيد؟
هناك الكثير من الأدلة التي تقول ان الشخصية مرنة وقابلة للتغيير وزيادة الانفتاح وذلك تم ملاحظته في تدريب التدخلات المعرفية والبحوث العملية لتاثير السيلوسيبين .
والانفتاح أيضاُ يزداد عند الطلاب الذين يدرسون بعيدا عن ديارهم مما يثبت أيضا فكرة ان السفر يوسع الأفاق , ولكن هناك أيضا له جانب مظلم في نفاذية الوعي التي يتصف بها الأشخاص المفتحين , فالانفتاح تم ربطه ببعض جوانب المرض العقلي مثل الهلوسة .
وبالرغم من جاذبية الأمر فهناك منحدر زلق بين رؤية أشياء أكثر ورؤية أشياء ليست موجودة , وهكذا تنشأ التجارب المختلفة من اختلافات السمات الشخصية ولكن علينا دائماً أن نتذكر أن اختلاف الرؤية بين الأفراد لايعني الأفضل والأسوأ .

هناك تعليقان (2):

  1. That video was used in my last semster, ive noticed it anyway, and ruined what the tutor wanted say :D

    ردحذف
    الردود

    1. okay that's good , if you like the article and you think it deserves to be read ,please share it .
      and if you want to participate on the blog you can contact us , we really read the messages ^^

      حذف

جميع الحقوق محفوظة ©

WonderWall

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *